ارسل و اتصل مجانا

| 0 التعليقات ]

سر نجاح شارلز شواب

(الشخص الذي يصنع نجاحًا في الحياة هو الشخص الذي يرى هدفه بثبات ويسعى إليه مباشرة)

سيسل بي. دي ميل

في أواسط السبعينيات، اشتهر شارلز شواب بسعيه إلى تحدي بيوت الاستثمار المغلقة في وال ستريت من خلال شركة سمسرة التي أسسها، لكن بدا أن شركة شارلز شواب وشركاه ستظل شركة سمسرة إقليمية صغيرة تشكل إزعاجًا أكثر منها تحديًا لشركات السمسرة التي تقدم خدمات شاملة، فما سبب المشكلة؟ كانت الشركة تغرق ـ ليس من وقع المنافسة ـ ولكن من ثقل الأوراق، فكيف تعامل شارلز شواب مع تلك المشكلة؟!

نشأته:

(الكل ينشد هدفًا واحدًا: النجاح أو السعادة) أرسطو

ولد في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا، عمل أبوه كمدع عام في مجتمع قروي صغير خارج ساكرامنتون، وكانت أمه سيدة منزل، وفي سن الثانية عشرة، بدأ يربي الدجاج، وهي الهواية التي وصفها لاحقًا (بمغامرته المتكاملة الشاملة الأولى)، كان يبيع بيض دجاجاته، ثم يبيع روثها كسماد، ثمي يبيع تلك الدجاجات التي لم تعد تضع البيض.

في سنة 1951 م أصبح يهتم بسوق الأوراق المالية وبدأ يقرأ ذي وال ستريت جونال، وحينما تخرج من جامعة ستانفورد بدرجة بكالوريوس في الاقتصاد عام 1959م وذلك لأنه كان يعاني من خلل في عدم القدرة على القراءة بفهم وتركيز، فقد كاد يطرد من الجامعة في السنتين الأولتين، وكان يعاني في دراسة المواد التي تحتاج إلى قراءة مثل الإنجليزية والتاريخ، ولكنه كان متفوقًا في المواد التي تبحث في الأعداد، مثل الرياضيات والاقتصاد.

حصل على درجة الماجستير في الادارة من كلية ستانفورد لإدارة الأعمال عام 1961م، وبعدها بعامين أطلق مع شريكين له (مؤشر الاستثمار)، وهي رسالة إخبارية تقدم النصح في ما يتعلق بالاستثمار، ووصل عدد المشتركين فيها إلى 3000 مشترك تقريبًا مقابل اشتراك سنوي يساوي 84 دولارًا.

بعدها اقترض شواب 100.000 دولارًا من أحد أعمامه وأسس شركة فيرست كوماندر، وهي شركة سمسرة تقليدية، عانت تلك الشركة من مشاكل مع لجنة الأوراق المالية والصرف بشأن مشكلة قانونية تتعلق بمستلزمات التسجيل في البورصة، غير شواب اسم شركته بعد عامين من تأسيس الشركة، أصبحت تسمى شركة شارلز شواب وشركاه بعد شرائه لصحتي شريكيه واستنتاجه بأن المصارف القديمة ومكاتب السمسرة في وال ستريت عدمة الكفاءة لأنها تتقاضى عمولات مرتفعة من عملائها.

الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة:

(فرصتك الكبرى قد تكون الآن أمام عينيك) نابليون هيل

حصل شواب على فرصته الكبيرة عام 1974م عندما كلفته لجنة الأوراق المالية والصرف بإعادة تنظيم بعض عمليات السمسرة ضمن مهلة تجريبية تبلغ 13 شهرًا، انتهز شواب تلك الفرصة وبنى نوعًا جديدًا من بيوت الاستثمار: السمسرة بالخصم، وبعد انقضاء الفترة التجريبية وافقت لجنة الأوراق المالية والصرف على هيكلية جديدة للعمولات، معلنة عن الولادة الرسمية لصناعة السمسرة بالخصم، ومنح شواب مقعدًا في ذي باسيفيك كوست ستوك إكسشانج.

بدأ باختبار التكنولوجيات التي تساعد في التخلص من أوجه انعدام الكفاءة التقليدية، واستخدم بونكر راموسيستم 7 في إيصال عطاءات الأسهم إلى العملاء مباشرة، وبدأ بالاستثمار في نظام بيتا الأساسي، الذي أظهر نجاح في تعاملاته المؤتمنة ونظام متابعة الأوراق المالية، ومن ساعتها عمل شواب على الترويج لشركته بوصفها (بيت السمسرة الذي يوفر أعلى نسبة من الخصم في أمريكا) و(النظام الحاسوبي المتقدم جدًا)، وباتت شركته تمتلك 23 فرعًا، لكنها ظلت بالرغم من ذلك تجد صعوبة في الاستدانة من المصارف والشركات التي تقدم رأس المال للمشاريع الجديدة التي كانت ترى في شركته مصدر تهديد لها.

وفي عام 1981م افتتحت شركته أول مركز لها في مانهاتن وأصبحت عضوًا في سوق نيويورك للأسهم المالية، ولكنها كانت لا تزال تعاني من صعوبة في الحصول على التمويل، وهذا ما جعلها توافع على بيع أصولها لبنك أوف أميركا الذي عرض مبلغ 57 مليون دولارًا مقابل الحصول على الشركة وحساباتها التي بلغ عددها خمسمائة ألف حساب.

وبعد ثلاثة أعوام قرر شواب استرجاع شركته مقابل 280 مليون دولار، نظرًا لاستيائه من البيروقراطية السائدة في بنك أوف أميركا، وطرح الشركة للاكتتاب العام، وباع 8 ملايين سهم مقابل 16.5 دولارًا للسهم الواحد.

استمر في تجاربه في عالم التكنولوجيا، واستبدل الإكولايزر بالنظام التجاري الشبكي ستريت سمارت، مما ساعدة على إطلاق shwab.com مشيرًا بذلك إلى أن مستقبل الشكرة مرتبط بالمتاجرة على الشبكة، كما قام بأسيس إلكترونيك بروكريج إنتربرايز غروب المتخصصة بمتابعة الشركة.

عقد شواب عام 1997م تحالفتات مع منافسيه السابقين cs\first boston, chase, j.p. morgan لكي يتسنى لعملاء شواب الوصول إلى أسهمه المطروحة للاكتتاب العام، وهذا ما جعل الشركة تصبح أكثر شبهًا بمنافساتها في وال ستريت من حيث القيمة السوقية والخدمات.

وصلت أرصدة الشركة عام 2000م إلى ترليون دولار، وفي ذروة انتعاش التكنولوجيا، طر شواب بوكيت بروكر، وهي خدمة لاسلكية للاستثمار، بهدف جذب المتعاملين عندما يكونون بعيدين عن مكاتبهم، كما تملكت الشركة سايبر ترايدر (التي كانت تمسى سايبركورب) لخدمة العدد الهائل من المتعاملين على الشبكة بطريقة أكثر فعالية.

عقبات على الطريق:

(إذا لم تشعر بالألم، فلن تحقق النصر، وإذا لم تعان من الشوك، فلن تصنع تاجًا، وإذا لم تحتمل المحن، فلن تحصل على مكافآت) ويليام بين

عندما حدث تراجع في سوق الأسهم، نجح شواب في التعامل مع حجم التعاملات، غير أن أرباحه بدأت بالتراجع مع ابتعاد المستثمرين عن أسواق الأسهم، عمدت الشركة إلى سريح 6.505 موظفًا، وأعادت تقييم عمولاتها المتدنية، ونموذجها المعتمد على الصفقات، وفي عام 2003م تخلى شواب عن منصب المسئوول التنفيذي الرئيسي المساعد، ولكنه احتفظ بمنصب الرئيس.

بحلول شهر يوليو عام 2004م، أدى التدهور في حجم التعاملات والمنافسة الشديدة من قبل الشركات المنافسة الأكثر رشاقة التي تعمل على الإنترنت، إلى تفاقم الوضع المالي للشركة، ومع استمرار أسعار الأسهم بالتراجع، وهبوطها بنسبة 27% في أواسط صيف ذلك العام، تم عزل كبير المدراء التنفيذيين دافيد بوتروك من منصبه وطُلب من شارلز شواب إنعاش الشركة التي كان هو من أسسها، وبعد أن أصبح المسئوول التنفيذي الرئيسي، أعلنت الشركة عن قرارها بإغلاق 53 فرعًا (16% من إجمالي عدد فروعها البالغ 339فرعًا) في سعي إلى خفض ما بين 150 و200 مليون دولار من النفقات.

سر النجاح:

(النجاح هو لعبة أرقام، توجد علاقة مباشرة بين عدد الأشياء التي تحاولها، واحتمال نجاحك في النهاية) بريان تراسي

وأخيرًا أفادت تقارير الشركة خلال النصف الأول من العام 2004م بأن صافي أرباح الشركة زاد بنسبة 33% في العام 2003م ليصل إلى 472 مليون دولار، كما ارتفعت أرصدة العملاء لتصل إلى ترليون دولار، غير أن حجم التعاملات، الذي هو بمثابة مقياس لعافية الشركة، استمر في التراجع.

سمحت هذه التكنولوجيا الجديدة لسماسرة شواب باستلام الطلبات عبر الهاتف وإدخالها مباشرة في الحاسوب باستخدام أجهزة طرفية على سطح المكتب، يتم إرسال الطلب بطريقة إلكترونية إلى سوق الأوراق المالية حيث ينفذ هناك، ويعود في نهاية المطاف مع التصديق إلى السمسار الذي بدوره يقوم بترحيله إلى العميل، كانت هذه تكنولوجيا ثورية، أتاحت لشواب التعامل مع أحجام التعاملات التي كانت تتزايد يومًا بعد يوم بكلفة تمثل جزءًا يسيرًا من كلفة التعاملات المعتمدة على الورق، وفي هذا الصدد يقول شواب (لم تسلك معظم الشركات المسار الذي سلكناه إلا بعد عشر سنين).

وبعد أن شعرت شركات السمسرة الأخرى بحتمية تبني النظام الذي تبنته شركة شواب، وبعد أن رأت ارتفاع حجم العمليات التجارية التي تقوم بها والانخفاض العمودي في تكاليفها، بدأت بالانتقال في مطلع الثمانينات من الإجراءات التي تعتمد على الأوراق إلى النظم الحاسوبية، غير أن مراهنة شواب المبكرة وضعت شركة شواب للسمسرة بالخصم في موقع متقدم بفارق سنين عن منافساتها التي تتعاطى السمسرة بالخصم وعن وال ستريت أيضًا.

كما أن هذه الخطوة وضعت الأساس لنموذج تكنولوجي جديد؛ مستوى مريح من التكنولوجيا؛ بالنسبة إلى الشركة وعملائها، استمر شواب في البحث عن طريق استخدام التكنولوجيات الموجودة والمطروحة حديثًا من أجل إحداث تحولات ثورية في صناعة الأوراق المالية، وفي السنين التي تلت، كان من بين الأوائل الذين أعطوا لعملائهم القدرة على تجاوز السماسرة بشكل كامل عن طريق الاتصال المباشر بنظم شواب وتقديم طلباتهم ـ وهو ما بشر بالتجارة عبر الإنترنت.

وأخيرًا يقول شواب: (كان ذلك معبرًا حجريًا واسعًا في الأيام الأولى للشركة، ولو أنني لم أراهن على التكنولوجيا، لما كنت سأقدر على إيجاد فرص أخرى مدفوعة بالتكنولوجيا لعملائنا).

المراجع:

1- نخبة القادة الإداريين، موكول بانديا و روبي شيل.

2- أفضل ما قيل عن الالتزام بالامتياز، كاثرين كارفليس.

3- أفضل ما قيل عن: أفضل ما في النجاح، كاثرين كارفليس.

4- الكتيب الشامل عن الإنجاز الشخصي، بريان تراسي.

5- أفضل ما قيل عن قوة الأهداف، كاثرين كارفليس.


سر نجاح شارلز شواب


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة

انضم الى متابعينا